May 30, 2009

سبحان مغير الاحوال من بعد الشبشب و القباب






عندما اقلب فى صور جدتى القديمه دائما كانت تبهرنى أناقتها البسيطه ... فتسريحه شعرها ..فستانها..أو هذا العقد الِؤلؤى الذى تزين به رقبتها.


ما كان يثير دهشتى أنى أعرف ضيق إمكانيات جدتى الماديه فى هذه الفتره وكم كانت حياتها شاقه ,لكن لم يمنعها هذا من أن تكون على أحدث موضه.

فهذه التسريحه التى يمكن تمييزها بسهوله من أفلام الخمسينات ..أخبرتنى عنها جدتى, كيف كانت كل ليله "تلف" شعرها حتى يكون بالصباح على شكل تسريحه شعر شاديه فى أفلامها مع كمال الشناوى


كيف كانت تشترى " الكاتلوجات " و المجلا ت لترى ما هو جديد فى عالم الموضه الباريسيه و تفصل فساتينها بنفسها

ماكان يلفت نظرى أكثر فى هذه الصور ان كل صديقاتها كانوا على نفس المستوى الاهتمام بالحصول على نفس الطله الهوليوديه وهم جميعا لهم نفس المستوى الاجتماعى الذى يمكن أن يوصف بالمتوسط أول أقل من المتوسط.


ولكم دار فى رأسى هذا التسأل هل كان سر اناقه جدتى هو أنها كما يقولون " عايقه و متضايقه" وأنها كانت تفضل أن تحافظ هى و صديقاتها على نفس مقاييس جمال نجمات السنيما


و بعد تفكير و مناقشات مع جدتى تفهمت أنهم فى هذه الفتره لم يكن لديهم خيار غير ان يكونوا على هذا الشكل المرتب الذى أقل مايوصف به هو شكل أنثوى راقى


فلم يكن هناك الخيار ان تكونى أى شىء أخر...فالتانق ليس أختيار و لكنه ثقافه.

وطالما سحرتنى هذه الطله الكلاسكيه

هذه الخاطره العابره تصطدم بالواقع عندما التفت حولى و ترى عينى فوضى ملابس البنات و السيدات و الرجال أيضا

فالتلوث البصرى و التشويه المتعمد للملابس أصبح هو الصفه السائده

فوضى الالوان, و الباديهات الكارينا, و الحجاب على كل شكل و لون, "فاتارين وسط البلد" حل محل الفستاين الشانيل و الشرابات النيلون و الاحذيه ذات الكعوب المرتفعه


و البنطلون "الساقط" الذى يكشف عن "بوكسر" مزرقش و البدى الضيق حل محل البدل الكامله والاحذيه اللامعه
فالعشوائيه أصبحت هى الثقافه السائده

ففى خمسينات القرن لم تكن ترتبط الاناقه ارتباط شرطى بنوع العلامه التجاريه التى ترتديها أو بالساعه" الجوتشى" و الحقيبه" اللوى فيتان " وانما بذوق وحس فنى
وانا هنا لا استثنى نفسى فانا جزء من هذه الثقافه للاسف فعندما تنظر فى الازياء حولنا تكتشف أنها تفتقد الفكره كما حياتنا بالضبط
فكل الذى تعبر عنه هو هذا المجتمع الاستهلاكى البارد

May 20, 2009

ان تكون يوما امراه

افتكر كويس لما كان عمرى 11 سنه و ابتديت تظهر عليا علامات الانوثه

قلبى قلب طفله, روحى روح طفله, عقلى عقل طفله

ولكن جسمى لم يمهلنى الوقت

وكان اول تعليق جارح لى فى الشارع.. وبعدها تكررت التحرشات التى كانت تاثر فى وتجرحنى لدرجه انى جاتلى فوبيا من الشارع مافهمتش ليه بيحصلى كده؟
انا عملت حاجه غلط, انا السبب , ليه بيحصل ليه كده

و جاء رد جدتى لى الشباب ذئاب كلهم ذئاب لو حد عكسك ما ترديش ولو مد ايده اشتميه وعلى اساس ان طفله ليس لها خبره فى الحياه اخترت حل السكوت
وابتدا اصحاب الراى يقولولى انك كبرتى دلوقت ولازم تلبسى الحجاب علشان ماحدش يضايقك

وكان فعلا ولبست الحجاب من سن 12 ليس لسبب الا انها وسيله حمايه من الذئاب
واكتشفت مع مرور الوقت ان التحرشات لم تختفى
وان يجب تمرين دفاعتى و التخلى عن دور بنت الناس المتربيه (مع تحفظى) الى لو حد كلمها تقف تعيط
والتحول للبنت اللبط الى تشتم و وتضرب و تردح لاخافه العدو الاكبر الى دائما يفسد عليا تمشيه كنت محتاجها
ومع الوقت اكتشفت ان حجابى لا يؤدى وظيفته وهى صنع درع صاروخى بالستى يمنع نظره المجتمع لى كقطعه اللحم
وانما سلوكى العام فى الشارع ان اكون عدوانيه ان يرى كل من يمشى فى عينى انى مش منكسره

وبعد تفكير طويل و لحظات مع نفسى اكتشفت ان لا معنى لحجابى فى مجتمع لا يصنف المراه الا كعاهره او قديسه
وكل ما فى الوسط ليس مقبول

الى بيقطع قلبى اكتر ان لما انقاش بنات كتير محجبات بيقولولى نفس الشى عن سبب ارتدائهم للحجاب ولكن الرد بيجى حنعمل ايه ما نقدرش نقلعه

يعنى ايه الى فاضل نِؤد بنات ونخلص منهم و نريح الشارع من السافرات
ماحدش حياخد منى حريتى و يحدد انا مين

لماذا اللون الاسود؟

لقد اخترت اللون لخلفيه للمدونه هو اللون الاسود
دائما اجد فى اللون الاسود راحه
فهذا االون يضع فى صدرى احسان بالامان الغريب
وتسالت لماذا دائما هذا اللون من اقل الالوان حظا من بين جميع الالوان .فدائما كان هذا اللون رمزا لكل ما هو قبيح او يوحى بالكئابه و الظلام
دائما احس بواجب انسانى بانصاف ذلك اللون المظلوم المضطهد بين الالوان
فالذنب ليس ذنب اللون ولكن ذنب العين التى تراه